LATEX

هذا الزمن يضعنا فى موقف صعب: اما التناظر و اما السببية!


العالم من حولنا غير متناظر بالنسبة للزمن بشكل مذهل...او هكذا يبدو لنا..فهناك ماضى و هناك حاضر و هناك مستقبل و الزمن يتدفق من الماضى الى المستقبل عبر الحاضر..أليس كذلك?
لكن الفيزياء او بالاحرى كل قوانين الفيزياء (استثناء واحد سافعل و كأننى لا اعرفه!!!) تحترم التناظر بالنسبة للزمن بشكل مذهل هى الاخرى...
اذن الطبيعة تخرق الزمن بشكل مذهل لكن الفيزياء تحترم الزمن بشكل مذهل..ونحن مذهولون من هذا الذهول وذلك الذهول!!..
لكن كيف يفسر الفيزيائيون هذه المفارقة..
نذهب اولا مع رأى الاغلبية..
يقولون لكم نعم الطبيعة لا تحترم التناظر بالنسبة للزمن ليس لان القوانين الفيزيائية غير متناظرة بالنسبة للزمن بل لان الشروط الحدية هى بطبيعتها لا يمكن ان تحترم التناظر بالنسبة للزمن..واكثر من هذا فان الحوادث فى الطبيعة تحترم كلها التناظر فى الزمن و كل اللاتناظر الذى نراه هو ذو اصل احصائى..
اهم الامثلة هى:
- الترموديناميك اى الظواهر الحرارية فالحرارة تنتقل من الساخن الى البارد و ليس العكس ..
-الاشعاع.. كل الامواج التى نراها فى الكون تخرج من منبع و لا نرى ابدا امواج تتجمع فى منبع..
-الكوسمولوجيا..الكون فى حالة توسع مستمر اى ان حجم الكون يزداد باضطراد و لا بنقص ابدا...
كل هذه الظواهر هى ظواهر غير متناظرة فى الزمن لكن القوانين التى تحكمها متناظرة فى الزمن (مبدأ التناظر T) وكل اللاتناظر الذى نراه هو ناجم عن الشروط الحدية (اى الشروط الابتدائية مثلا الكون بدأ فى الانفجار الاعظم) وهو ذو اصل احصائى لان كل الاعيان (اى الجوادث الفردية) هى متناظرة ايضا...
نقصد بالاصل الاحصائى ان اللاتناظر الذى نراه هو التصرف المتوسط لعدد ضخم من الاعيان وليس تصرفا للاعيان نفسها...
اذن هذا هو رأى الاغلبية فى اللاتناظر الزمنى الذى نراه وهو يعتمد كما ترون على مبدأ التناظر تحت تأثير القلب فى الزمن او اختصارا التناظر T...
لكن هناك من يعترض و بشدة اذكر منهم بنروز و برايس..
أما بنروز فهو من دعاة القانون الفيزيائى غير المتناظر تحت الزمن من اجل تفسير الانتروبى الصغير جدا الذى بدأ منه الكون..
أما برايس (ورأيه اعمق فى رأيى) فهو من دعاة ان التناظر T هو فعلا تناظر حقيقى فى الكون لا يمكن التخلى عنه (وهو يسميه وجهة نظر اللامتى nowhen view و ينسبها الى ارخميدس)..لكن برايس يقبل ان اللاتناظر الذى نراه فى الكون لا يمكن تفسيره عبر التناظر T فهذا فى رأيه غير ممكن اصلا و هو توجه متناقض (وله حجج كثيرة لدعم هذا الموقف ليس هنا مكانها)...
لكن برايس يقول ان الفيزياء تحتوى ايضا و ضمنا على مبدأ عظيم آخر هو الركيزة الثانية بالاضافة الى T و هو ما يسميه المبدأ PI او مبدأ استقلال التأثيرات الواردة principel of independence of incoming influences وهو ينص بكل بساطة على الامر البديهى (الذى يرفض برايس بداهته) ان الاجسام المتفاعلة قبل تفاعلها هى اجسام مستقلة عن بعضها البعض...
هذا المبدا هو مبدأ غير متناظر تحت تأثير القلب فى الزمن بشكل صريح و بالتالى فهو متناقض مع المبدأ T ... وعليه فان برايس يقول انه يجب علينا التضحية به و الحفاظ على المبدأ T..وان هذا الفهم سيؤدى ايضا حسب رأيه الى الحد بشكل كبير من ميتافيزيقية الميكانيك الكمومى و خاصة مبرهنة بال المحورية وعدم موضعية التأثيرات الطبيعية الكمومية ...
فى الخلاصة (خلاصة برايس) الطبيعة متناظرة تحت تأثير T لكن الاجسام (خاصة الميكروسكوبية) ليست مستقلة عن بعضها البعض حتى قبل تفاعلها (أرأيتم التهديد الذاهب للسببية هنا!!!)...وان هذا الخيار رغم صعوبته سيُميع ايضا كثيرا من معضلات الكمومى..الخيار الآخر هو ان نرفض التناظر T و نقبل المبدأ PI و لا نربح شيئا على جبهة الكمومى..اذن الخيارات احلاها مر..
يتبع ان شاء الله..

1 comment:

  1. الطبيعة دائماً تحترم الزمن وتقوم بكل فعالياتها داخله , لأن محصلة كل عمليات الطبيعة غير عكسية , وبذلك يكون لدينا في كل وقت زمن , فيه ماضي وحاضر ومستقبل , وما يحكم الطبيعة والزمن ليس التناظر ولا السببية , وأنما التراكيمية العشوائية

    ReplyDelete