LATEX

منشور قديم معدل بما يتناسب مع فهمى الجديد المتطور...


الجبر و الاختيار الكموميان...
تصوروا انسانا يتصرف حسب قوانين الفيزياء الكمومية مثل الالكترون او الفوتون, او الكترونا او فوتونا له عقل, فالامران سيان ...
عندما يصل هذا الانسان الكمومى الى مسألة او قضية له فيها طريقين او اختيارين مختلفين, فإنه حسب القوانين الكمومية التى افترضنا أنه يخضع لها, سيأخذ الطريقين فى آن معا, لان دالة موجته هى تركيب خطى لحالته اذا فعل, و حالته اذا ترك...اذن الفعل و الترك كلاهما يتحقق فى دالة حالته... حسب تفسير الميكانيك الكمومى المسمى تفسير العوالم المتعددة many-worlds interpretation فإن كل من الفعل و الترك متحقق بالفعل فى الواقع, لكن فى عوالم متوازية منفصلة عن بعضها البعض, يقوم فى احداها هذا الانسان بالفعل, و فى الاخر بالترك...
هذا صحيح كله اذا لم نجرى على هذا الانسان الكمومى اى قياس..بالنسبة للالكترون القياس يعنى أنه علينا ان نحاول ان نبحث من اى الطريقين سيمر الالكترون, وهذا يمكن ان نقوم يه, واذا قمنا به فاننا سندمر تلاحم دالة الموجة, ويصبح الالكترون جسيم كلاسيكى يمر عبر الطريق الاول او الطريق الثانى, كما تصوره ارسطو ومن اتى بعده.....
بالنسبة للانسان الكمومى فإن القياس هو محاولة تعيين ماذا سيفعل بالضبط هذا الانسان, عن طريق مراقبة هذا الانسان عن كثب, وهذا سيجبره على اخد احد الطريقين..الانسان الكمومى حر اى الحالة الاولى, اما الانسان الكلاسيكى فهو مجبر اى الحالة الثانية...
وهو مجبر فى العالم الذى فعل فيه على الفعل..
ومجبر فى العالم الذى ترك فيه على الترك..
لكن من منظور الميكانيك الكمومى حسب عديد العوالم هو فعلا حر لانه ذهب فى الطريقين...
الانسان مجبر بسبب القيود الاجتماعية و الطبيعية والدينية وهذا ما يمثل القياس...
لكنه حر اذا تُرك لخالقه, لان الله رغم انه يعلم دالة الحالة الكلية, اذن يعرف كل شيء عن هذا الانسان, لكن علمه السابق لا يشكل قياس, فالله هو الذى خلق الميكانيك الكمومى و الانسان,و جعل الانسان يخضع للميكانيك الكمومى, فالانسان يفعل فى عالم, و يترك فى عالم آخر, والله يعلم الامرين, ويثيب نسخة فى عالم, و يعاقب نسخة فى العالم الآخر, و هذا كمال العدل الالهى...
هذه الفكرة لا تصلح الا فى تفسير عديد العوالم الذى ينص على انه عند اجراء قياس على جملة فيزيائية اى محاولة معرفة حالتها بالضبط-لان معادلة شرودينغر لا تعطى الا احتمالات- فان العالم ينشطر الى عوالم متعددة بقدر ماهو موجود من امكانيات وفى كل عالم نجد امكانية معينة..
فى هذا التفسير لا يوجد انهيار لدالة الموجة ولم يقبل مؤسساه ويلر Wheeler و ايفريث Everett الا التطور الاحادى لمعادلة شرودينغر..
وهذا التفسير اصبح ذو شعبية كبيرة فى الوقت الراهن بسبب الافكار الجديدة للكون المتعدد multiverse فى الكوسمولوجيا وهى فكرة مختلفة عن عديد العوالم و ايضا التقدم النظرى الهائل الذى حققته نظرية المعلومات الكمومية و الحاسوبية الكمومية...

No comments:

Post a Comment