LATEX

للكبار فقط..رجاءا..


معهد دبلن للدراسات المتقدمة هو معهد اسسه التيشاك taoiseach -اى الرئيس- الايرلندى التاريخى ايمن دي فاليرا Eeamon de Valera خصيصا للفيزيائى النظري النمساوى الشهير-العبقرى حقا- شرودينغر Schrodinger الذى كان اول اساتذة و اول مدير لهذا المعهد من عام 1940 الى عام 1957 ..هذا المعهد كان يحتوى فى البداية فقط على مدرسة الفيزياء النظرية لكنه يحتوى الان ايضا على مدرسة الاشعة الكونية و مدرسة الدراسات الغالية celtic التى تهتم باللغات الايرلندية و السكوتلندية و الويلزية و الباسكية و غيرها..
شرودينغر كان قد تحصل على نوبل عام 1933 مع الفيزيائى العبقرى الآخر ديراك Dirac ..اذن هذا الرجل لم يكن عنده اى مشكل ان يعمل فى اى جامعة فى العالم يريدها..فهو قد قرر ان يغادر المانيا بعد صعود النازية فيها رغم انه ليس يهودى...
فذهب اولا الى كامبريدج ثم الى برينستون و غيرها لكن فى كل هذه الاماكن ذات البريستيج الاكاديمى الهائل وقعت له مشاكل غير اكاديمية قليل من يعلمها بسبب سر الاقل الذى يعلمه ...
الرجل بكل بساطة كان يعيش مع امرأتين: زوجته الشرعية انى Anny وزوجته العرفية-او بالاحرى عشيقته- هيلدا Hilde فى نفس البيت و كان دائما عندما يسافر الى اى مكان يطلب تاشيرة دخول لزوجته و كذلك لعشيقته, ثم انه كان يعيش معهما كما قلت فى نفس البيت دون تستر و لا وجل, و هذا امر لم يستسغه لا الانجليز و لا الامريكان, و جعل مقامه فى انجلترا فى كمبريدج و فى امريكا فى برنستون غير مريح و قصير جدا..
لكن عندما عرض الرئيس الايرلندى دى فاليرا فكرة تأسيس معهد دبلن للدراسات المتقدمة على شرودينغر كتب له شرودينغر شخصيا من اجل الحصول على تأشيرة اقامة لزوجته العرفية انى وكان ضمنا يسعى الى ان يفهم الرئيس وضعه الشخصى.....ففهم الرئيس و عندما فهم فهمت ادارته...فكان لشرودينغر ما اراد و تركه الايرلنديون و حاله و لم يزعجوه كما ازعجه الانجليز و الامريكان..وعاش شرودينغر مع امرأتيه اللتين يحبهما فى دبلن الى حين...
اذن هذا الرجل العبقرى شرودينغر الذى اخترع مبدأ التركيب الخطى فى الميكانيك الكمومى كان يؤمن بالتركيب الخطى قلبا و قالبا..فهو لا يمزح ولا ينافق و طبق مبدأه على حياته الخاصة...
فكما ان الالكترون يمكن ان يمر عبر ثقبين فى نفس الوقت, وكما ان القط يمكن ان يكون حيا او ميتا فى نفس الوقت, فهو يعتقد اعتقادا جازما انه يمكن للرجل-وهو قد فعلها شخصيا- ان يعيش مع امرأتين يحبهما فى نفس الوقت, و يحبان بعضهما البعض, دون الشعور باى تناقض و باى حرج مع محيطه الكلاسيكى..هو لم ير اى تناقض هنا رغم ان هذا الامر يعتبره الكل تناقضا كلاسيكيا مع مبادئ الكنيسة و الحداثة و العرف الاسلامى المعاصر..هو فعلا يعتقد و لو لا شعوريا بان الذى يقوم به مع امرأتيه منسجما مع و معبرا بعمق عن مبادئ الميكانيك الكمومى...
و لكن يبقى هذا تفسيرى الشخصى لهذه القصة الشخصية الغريبة...

لكن ما هى الثقالة الكمومية..


الثقالة الكمومية هى النظرية التى يمكن من خلالها دراسة الظواهر الطبيعية التى تتميز بطاقات عالية جدا بالاضافة الى حقول ثقالية كبيرة جدا لا يمكن اهمالها...و أهم هذه الظواهر على الاطلاق هى الكون البدائى-اى عند نشأته- و الثقوب السوداء... فى هذه النظرية نحاول أن نمزج بين مبادئ الميكانيك الكمومى و النسبية العامة..
لكن هذه النظرية مازالت غير معروفة..و هى أهم مسألة فى الفيزياء النظرية على الاطلاق...تدور حولها باقى المسائل جميعها...
اولا أشير الى أنه فى هذه النظرية يعتقد ان الكمومى هو أكثر اساسية من الزمن...وايضا اشير الى الفرق الهائل بين دور الزمن فى الميكانيك الكمومى الذى يظهر فيه كوسيط و بين دوره فى النسبية العامة الذى يظهر فيها بشكل ديناميكى مشابه لكن مختلف عن الدور الديناميكى الذى يظهر به المكان...
هناك عدة مقاربات للثقالة العامة:
اولا: فى المقاربة الاولى ننطلق من النسبية العامة ونحاول تكميم النظرية مثلما نفعل بالكهرومغناطيسية-ننطلق من معادلات ماكسويل و نكمم اى نطبق قوانين الميكانيك الكمومى على معادلات ماكسويل لنحصل على الالكتروديناميك الكمومى وهى نفس الطريقة التى نطبقها و ايضا نجحت على القوى النووية ايضا-..
اذن ننطلق من النسبية العامة و نكمم...
اهم النظريات فى هذا القسم هى المقاربة الصامدة covariant apporach و الثقالة الكمومية الحلقية loop quantum gravity....هذه الطريقة الاخيرة تتطلب ما يعرف بالصياغة الهاميلتونية ثم اخضاعها للتكميم القانونى...
ثانيا: المقاربة الثانية تنطلق من نظرية الحقول الكمومية للجسيمات الاولية ثم تحاول تعميمها فى اتجاه ادخال الحقول الثقالية و ايضا تفاعلاتها مع بقية الحقول تحت مظلة الميكانيك الكمومى النسبى...أهم ممثلى هذه الطريقة: نظرية الاوتارstring theory وهى اقوى مرشح على الاطلاق, ونظرية الهندسة غير التبديلية non-commutative geometry التى يمكن التحصل عليها كنهاية لنظرية الاوتار نفسها فى الطاقات الدنيا, ونماذج المصفوفات matrix models التى نحصل عليها كنهايات لنظرية الاوتار فى الطاقات العليا...
ثالثا: المقاربة الثالثة هى مقاربة أكثر ثورية يتم فيها تعويض الكثير من الفيزياء-من نسبية و ميكانيك كمومى و غيرها- بأفكار جديدة عميقة مختلفة جذريا من اجل بناء نظرية ثقالة من اساسه ab initio... أغلب المحاولات فى هذا الاتجاه لم ترق بعذ الى مستوى النظرية و اشهرها المجموعات السببية causal sets و التتثليث الديناميكى السببى causal dynamical triangulation و ايضا مرة أخرى الهندسة غير التبديلية و نماذج المصفوفات فى طفراتها الاخيرة...أهم فكرة اتت بها هذه النظريات هى فكرة الانبثاق emergence اى انبثاق الزمن و المكان و الثقالة و المادة و كل شيئ نتصوره من المتغيرات الاساسية للنظرية التى فى اغلب الاحيان ليس لها اىة علاقة مع الفضاء- زمن و غيره من الاشياء المعروفة....