LATEX

اينشتاين ضد بور


اينشتاين Einsein ضد بور Bohr
المنازلة رقم x
الحلبة: الميكانيك الكمومى
النتيجة: اينشتاين 0 بور x
كانت صدمة هائلة لبور..الذى لم يستطع فى البداية التفكير فى حل.. صرف كل تلك الليلة, فى حالة انفعال شديدة, جيئة و ذهابا بين العلماء, محاولا اقناعهم بأن ذلك لا يمكن أن يكون صحيحا, وانها ستكون نهاية الفيزياء أذا كان اينشتاين مُصيب, لكنه لم يستطع ايجاد أى حل للمعضلة.....
لم استطع ابدا ان انسى صورة الخصمين العنيدين عندما غادرا النادى.... اينشتاين, الطويل العريض, يمشى بهدوء, بابتسامة استهزاء خفيفة, و بور يهرول بجانبه مستثار الى اقصى الحدود....
لكن الصباح الموالى عرف انتصار بور المؤزر...
ليون روزنفالد Leon Rosenfeld احد العلماء الحاضرين فى مؤتمر سولفاى Solvay السادس عام 1930 يتحدث عن رد فعل بور, لتحدى آخر رفعه اينشتاين فى هذا المؤتمر ضد الميكانيك الكمومى, وبالضبط ضد مبدأ الارتياب لهايزنبرغ Heisenberg uncertainty principle, هذا التحدى يعرف الآن باسم علبة اينشتاين...
اولا: مبدأ الارتياب ينص أنه لا يمكن, من الناحية المبدأية, قياس اى مقدارين فيزيائيين مترافقين فى آن واحد بدقة لا متناهية..اذن الدقة التى سنختارها كما نشاء فى قياس مقدار فيزيائى معين, ستحدد الدقة القصوى التى نستطيع ان نقيس بها المقدار الفيزيائى الأخر المرفق به....وكلما زادت الدقة الاولى نقصت الدقة الثانية و العكس وجداؤهما هو بالضبط ثابت بلانك..هذا القصور هو تأثير فيزيائى كمومى بحت وليس هو عجز انسانى او عجز تكنولوجى-وارجوا ان تركزوا فى هذه النقطة التى تغيب حتى عن ذهن الكثير من الفيزيائيين-.. أما المقادير المترافقة فكثيرة..مثلا الموضع و كمية الحركة..ومثلا الزمن و الطاقة...
ثانيا: ادعى اينشتاين فى المؤتمر اعلاه انه يستطيع أن يقيس الزمن و الطاقة بدقة كيفية كما يلى...تصور علبة محكمة الاغلاق جدرانها عبارة عن مرايا عاكسة تحتوى على ضوء...يمكن ان نزن العلبة و الضوء الذى تحتويه باى دقة نختارها..نجهز العلبة بميكانيزم يسمح بفتح ثقب صغير فى العلبة, ثم بغلقه مباشرة, بعد ان يتسرب فوتون-اى جسيم الضوء- واحد فقط من العلبة..
نفتح الميكانيزم فى اى لحظة نختارها..
يقول انشتاين: نحن نعرف بالضبط الزمن الذى يخرج فيه الفوتون, ونعرف ايضا طاقته عن طريق وزن العلبة من جديد, واخذ الفرق فى الكتلة بين الوزن الاول و الوزن الثانى, ثم استخدام العلاقة النسبية التى تربط الطاقة بالكتلة, لمعرفة الطاقة...
اذن يقول اينشتاين انه بهذه الطريقة سنحسب الزمن و الطاقة باى دقة نريدها لكليهما و هذا مناقض لمبدأ الارتياب و للميكانيك الكمومى...
هذا هو ما صدم بور فى الصميم..
لكن الرجل وجد الحل فى خلال ليلة واحدة, فهو ليس اقل ذكاءا, وككل المرات التى تصارع فيها بور مع اينشتاين على الميكانيك الكمومى, ينتصر بور, ولهذا فهو بحق أب الميكانيك الكمومى, الذى دافع عنه-اى عن الميكانيك الكمومى- بشراسة منقطعة النظير, ضد هجمات اينشتاين الاكثر شراسة...
لكن الجميل ان هذا صراع علمى, فهما صديقان, و كل هذا لم يفسد بينهما للود قضية, وهذه مزية لا يتمتع بها الفلاسفة, و خاصة الفلاسفة الاسلاميون...
لكن ما هو الحل بالضبط?
ثالثا: يقول بور أن العلبة ستتحرك حركة شاقولية تحت تاثير اى تغير فى الكتلة...هذا يؤدى الى ارتياب فى السرعة الشاقولية وبالتالى ارتياب فى الارتفاع... من الجهة الاخرى, النسبية العامة-نسبية اينشاين نفسه- تنص على أن الثقالة تؤثر فى الزمن, اذن فإن الارتياب فى الارتفاع يؤدى الى ارتياب فى الزمن..
يعنى لا مهرب, الميكانيك الكمومى و بالخصوص مبدأ الارتياب صحيح: لا يمكن قياس الطاقة و الزمن فى آن معا بدقة كيفية...القياس الجيد للطاقة سيؤدى الى قياس سيئ للزمن و العكس...
اينشتاين قبل هذا الحل, الذى يمكن ان نسميه نحن هزيمة, لاننا نحب الكلمات الكبيرة, قبله اقول بكل صدر رحب...
هل يا ترى يمكن ان يقبل فلاسفتنا الاسلاميون الهزيمة امام بعضهم البعض?...
اقول انه حتى لو كان ما يتناولونه هو علمى و ليس ميتافيزيقى., فإنهم سُيجادلون, وانا متأكد من ذلك, لانها طبيعة الشرقى,و ليست طبيعة الموضوع كما ربما نظن لاول وهلة....

No comments:

Post a Comment